تتجه أنظار عشاق كرة القدم غدا السبت إلى ملعب أليانز أرينا في ميونيخ، حيث يلتقي باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي في نهائي مرتقب لدوري أبطال أوروبا، في مواجهة لم تكن ضمن التوقعات عند انطلاق الموسم. فبينما كانت الترشحات تصب في صالح عمالقة مثل ريال مدريد، ليفربول، أرسنال أو بايرن ميونيخ، شق الفريقان طريقهما بثبات إلى النهائي، مستحقين موقعهما في قمة القارة العجوز، رغم الظروف والمفاجآت التي رافقت المشوار. إنتر.. جدار دفاعي وخبرة تكتيكية نجح المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي في بناء منظومة دفاعية محكمة تعد الأفضل هذا الموسم، بقيادة المخضرم فرانشيسكو أتشيربي، ودنزيل دومفريس، وأليساندرو باستوني، إضافة إلى تألق الحارس السويسري يان سومر. وبرز أتشيربي كرمز للإرادة، بعد أن تغلب على مرض السرطان وإدمان الكحول ليقود فريقه إلى ثاني نهائي في غضون ثلاث سنوات، مساهما في إسقاط فرق كبرى مثل بايرن ميونيخ وبرشلونة. ولا يقتصر تفوق إنتر على الجانب الدفاعي فحسب، بل يملك الفريق خطا هجوميا فعالا بقيادة لاوتارو مارتينيز (22 هدفا و7 تمريرات حاسمة) وماركوس تورام (18 هدفا و9 تمريرات)، ما يجعله قادرا على قلب المعادلات في لحظات خاطفة. باريس.. من فريق النجوم إلى منظومة متكاملة على الجهة المقابلة، يعيش باريس سان جيرمان موسما ذهبيا بقيادة الإسباني لويس إنريكي، الذي حول الفريق من مجموعة نجمات إلى منظومة جماعية متجانسة. ورغم رحيل الأسماء الكبيرة، يبدو باريس أكثر توازنا وفاعلية من أي وقت مضى. تألق عثمان ديمبيلي كان أحد مفاجت الموسم، إذ سجّل 33 هدفا وصنع 13، بينما خطف برادلي باركولا الأنظار ب21 هدفا و18 تمريرة حاسمة، إلى جانب بروز الشاب ديزيري دوي (19 عاما) كواحد من أبرز المواهب الصاعدة. دفاع الفريق لا يقل صلابة، بوجود حكيمي، نونو مينديش، ماركينيوس، وبيرالدو، خلفهم الحارس العملاق دوناروما، ما منح باريس توازنا ساعده على التتويج بكل الألقاب المحلية هذا الموسم. رهانات كبرى وتاريخ يُكتب بين إنتر الباحث عن لقبه القاري الرابع، والأول منذ 2010، وباريس الذي يطارد تتويجه الأول بدوري الأبطال، ستكون المواجهة صراعا بين الواقعية الإيطالية والهجوم الباريسي المتحرر. إنريكي يسعى لتحقيق المجد الأوروبي الأول للنادي الفرنسي، وتثبيت مقولة إن البطولات لا تحسم بالأسماء فقط، بل بالمنظومة والانضباط. أما إنزاغي، فيأمل أن يحول صلابته الدفاعية إلى تتويج تاريخي يعيد إنتر إلى قمة أوروبا بعد غياب 15 عاما. في ميونيخ، ستكون ليلة كبرى، فيها تكسر الأحلام أو تتحقق، ويُضاف اسم جديد إلى سجل المجد الأوروبي.