شهدت جماعة بوخيار بإقليم الحسيمة، اليوم الجمعة 6 يونيو، تنظيم موسم سيدي بوخيار، الذي يُقام سنوياً في اليوم الذي يسبق عيد الأضحى، وسط حضور العشرات من الزوار الذين توافدوا لإحياء طقوس دينية واجتماعية تعود جذورها إلى قرون. ويُعرف سيدي بوخيار في أوساط السكان المحليين ب"حج الفقراء"، نظراً للاعتقاد الشعبي السائد بأن من زار مقام الولي الصالح ثلاث مرات يُعد كمن أدى فريضة الحج إلى مكة، في تعبير رمزي عن قيمة الضريح لدى فئات واسعة من الأهالي، خصوصاً من ذوي الدخل المحدود. ويتميز الموسم بطقوس روحانية تشمل زيارة الضريح، وقراءة القرآن، وتنظيم جلسات للذكر والدعاء، حيث تتحول الأجواء إلى لحظة جماعية من التضرع والتقرب إلى الله، في مشهد يطغى عليه الحس الإيماني والتقليدي. كما يمثل الموسم فرصة للتواصل والتصالح، إذ تتقاطر الأسر من مختلف الدواوير والقرى المجاورة، وتُستعاد خلاله صلات الرحم وتُذوب الخلافات المحلية، في تقليد سنوي يُضفي على الموسم طابعاً اجتماعياً خاصاً. ورغم الطابع الرمزي الذي يحظى به الموسم، فقد عرف في السنوات الأخيرة نوعاً من التراجع، خاصة خلال فترة جائحة كوفيد-19، ما أثر على انتظامه ومكانته ضمن الذاكرة الجماعية المحلية. غير أن تنظيمه هذا العام يُعد مؤشراً على عودة الحياة لتقاليد دينية واجتماعية كانت قاب قوسين من الاندثار. ويُرافق الموسم نشاط تجاري موسمي بسيط، حيث يعرض الباعة منتجات محلية كزيت الزيتون والتين المجفف والأعشاب، ما يمنح للحدث بُعداً اقتصادياً يساهم في دعم الأسر القروية خلال هذه الفترة.