شهدت مدينة طنجة، اليوم الثلاثاء، حملة ميدانية مكثفة باشرتها مختلف الأجهزة المعنية، من أمن وسلطة محلية وقوات مساعدة، وذلك في إطار تحرك يروم استعادة النظام العام وتطهير حديقة عمومية بمنطقة "الموظفين" من ممارسات مشينة مرتبطة بتشرد الأطفال وتعاطيهم لمواد مخدرة. العملية التي نفذت في الفضاء الأخضر المطل على شارع الجيش الملكي، تأتي استجابة لتقارير محلية وشكايات متكررة من الساكنة ومكونات المجتمع المدني، التي دقت ناقوس الخطر بشأن تحول عدد من الحدائق العمومية إلى مأوى لأطفال في وضعية هشاشة، وسط غياب مظاهر التأطير أو الرعاية. وبحسب مصادر ميدانية، أسفرت الحملة عن توقيف مجموعة من القاصرين الذين دأبوا على التواجد في المكان، في انتظار اتخاذ الإجراءات المناسبة في حق كل حالة على حدة، بالتنسيق مع المصالح الاجتماعية المختصة، فيما أكد شهود عيان أن الفضاء عاد إلى وضعه الطبيعي فور انتهاء التدخل الأمني. ورغم تزامن الحملة مع الجدل الذي أثير على منصات التواصل الاجتماعي عقب تداول فيديو صادم يُظهر أطفالا، من ضمنهم طفلة لا تتجاوز أربع سنوات، وهم يتعاطون مادة "السلسيون" داخل نفس الحديقة، إلا أن مصادر مطلعة أوضحت أن هذا التدخل لم يكن نتيجة مباشرة لتداول المقطع، بل يندرج ضمن تحركات مبرمجة سلفا لمعالجة مظاهر الانحراف في الفضاءات العمومية. وفي تصريح ل "طنجة 24″، قال إسماعيل العشيري، رئيس جمعية "طفلي"، إن هذه الخطوة "لا بد أن تستكمل بإجراءات أكثر عمقا واستدامة، لأن واقع الأطفال المتشردين والمتعاطين للمواد المخدرة لا يعالج فقط عبر الحملات الظرفية، بل يتطلب سياسة عمومية واضحة المعالم، تدمج بين الحماية والرعاية والتأهيل". العشيري أشار إلى أن جمعيته رصدت حالات متزايدة لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 6 و13 سنة، يعانون من الإدمان والإهمال في عدد من النقاط السوداء داخل المدينة، داعيا إلى تدخل منسق يراعي الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة. وتتزايد الأصوات المطالبة بوضع استراتيجية وطنية شاملة تعيد الاعتبار لقضايا الطفولة في وضعية الشارع، وتربط بين الحماية القانونية والتدخل الاجتماعي، في ظل مخاوف من التأثيرات السلبية لهذه الظواهر على النسيج المجتمعي وصورة البلاد خارجيا، خاصة في سياق استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات دولية كبرى.